إذا أردنا في كردستان أن نحدد مرحلة جديدة في فهمنا المشترك ليوم ٨ آذار – اليوم العالمي للمرأة، فإن انتفاضة جينا في سبتمبر ٢٠٢٢ تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية” يمكن اعتبارها نقطة الانطلاق لهذه المرحلة من النضال من أجل الحرية والمساواة، والتي تحولت بسرعة إلى رمز للمطالبة بالحقوق، ليس فقط من قبل النساء، بل من قبل جميع الفئات المضطهدة في المجتمع.

انتفاضة جينا انطلقت بقيادة شباب كردستان، وتجاوزت بسرعة كل الحدود، لتصبح ضرورة مجتمعية شاملة في كردستان وإيران. وعلى الرغم من أن نضالات التحرر الوطني والاجتماعي في كردستان لها تاريخ طويل، فإن “المرأة، الحياة، الحرية” أضفت لونًا جديدًا على هذه الحركة، وحررتها من الخطاب الديني والذكوري والإصلاحية الحكومية المحدودة.

قضية المساواة في كردستان شكلت دائمًا محورًا أساسيًا في نضال كومله والنساء والرجال التقدميين واليساريين، ولعبت دورًا مهمًا في تنمية قدرات النساء، خاصة بعد ثورة ١٩٧٩. وانتفاضة جينا جاءت استمرارًا لهذا النضال الممتد لأكثر من أربعة عقود ضد النظام الأبوي والدكتاتوري في إيران.

نضال المرأة الكردية ضد سياسات النظام المعادية للمرأة بدأ منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية، حيث أعدمت العديد من المناضلات على يد النظام. اليوم، لا تزال مناضلات مثل ڤریشه مرادی، پخشان عزیزی، وزینب جلالیان – أقدم سجينة سياسية في إيران – يمثلن هذه الحقيقة.

بدون مشاركة النساء، لم تكن حركة التحرر في كردستان لتصل إلى ما وصلت إليه. من السجينات المضربات عن الطعام، إلى الشهيدات، إلى البيشمركه النساء اللواتي واصلن النضال رغم كل العقبات، إلى الأمهات المعتقلات وأمهات الشهداء – جميعهن شكلن ركائز أساسية في ثورة كردستان.

لتحقيق الحرية والاستقلال والمساواة، تحتاج كردستان إلى قوة موحدة من جميع الطبقات، وعلى وجه الخصوص قيادة النساء. مشاركة النساء في قيادة الثورة ضرورة أساسية لبناء كردستان ما بعد التحرر.

كومله ترى أن تكريم التاريخ النضالي للنساء واجب سياسي وأخلاقي، وتؤكد على ضرورة دعم وتمثيل النساء على جميع مستويات العمل الحزبي والنضالي في سبيل تحقيق الحرية.

تحية حارة لذكرى ٨ آذار – اليوم العالمي للمرأة
اللجنة المركزية لحزب كومله زحمتكێشانی كوردستان

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version